وكان الوفاء

 


..سئمت ضنى الأيام..و هي مضنية لولا الرجاء
..
ووجدتني طريح الأسقام.. عليلا تتجاذبني الأهواء
..
و ألم بي أسى كدت أجاريه.. و اشتد بي العناء
..
وانهرت مطية حزن.. و شدة الحزن و الموت سواء
رباه، لم هذا الأسى؟ أصحيح حقاً شحت السماء؟..
..
أصحيح تجاهلتني الأقدار، وتجهمت، فانعدمت الأدواء؟

 


..
لا، و لن أستسلم لهواجسي، فلها مربد حيث تشاء
..
و هي تنوء بي حالكة، فلا تجزيني إلا تلك البيضاء
..
قماشة من نسيج الروح.. صاغتها أنامل غراء
..
أبدعت و الإبداع حلم .. يتحقق كلما ألهمتني حواء

 


..
أطياف تسكب الجمال.. في قوارير يحفها السناء
..
تبعث الأمل في الأضلع الفانية.. يحييها البهاء
..
تنشد المدى، تحلق فوق السحاب، تزكيها العلياء
..
تهفو للحب، تروم الصفاء، تنحتها خيالات عذراء
..
قبس من نور، سراج يزيح الأسى، بريق أوهجه الضياء
عطرك سيدتي عبق المكان، حاك الزمان، فكان الهناء

 

..وانعكس النور هياما..بمقدمك سيدتي.. و طاب اللقاء
..
بلسم يشفي الجراح، ابتسامة ثغر.. جاد بها الصفاء
..
زرقة عيون انسابت ثملى..لتهدأ بها البحور الهوجاء
؟..أأقسمت الأيام جزما؟..انفض الأسى..وتلاشت الأنواء
أيمكنها صدقا بعث الروح الثكلى ..وتصفى الأجواء؟
وتقيني من مد و جزر .. أنهكا فؤادي.. ليعم الرخاء؟..

 

..وأدركت بعد لأي..أن للأيام صولة يعيها العقلاء
..
تتجلى في رباط مدى العمر..أوصاله السخاء
..
معدني قد من صلب..لا يلين..ولو تمادى الجفاء
.
فلتهن الأيام..سرمدا..أعماقي رغم الضنى..حب ..ووفاء